تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، شهدت المملكة المغربية حدثا مفصليا في مسيرة تحديث ترسانتها العسكرية بتسلم الدفعة الأولى من مروحيات أباتشي الهجومية المتطورة من طراز AH-64E، خلال مراسم رسمية أقيمت يوم الأربعاء 5 مارس بالقاعدة الجوية الأولى بسلا، هذا الحدث يؤكد التزام المملكة المغربية الراسخ بتعزيز قدراتها الدفاعية، ويكشف عن عمق الشراكة الاستراتيجية المغربية-الأمريكية في مجال الأمن والدفاع.
حضر المراسم عدد من المسؤولين المغاربة البارزين، منهم السيد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والسيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، والسيد فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، إلى جانب الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق أول محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، والفريق الجوي محمد كديح، مفتش القوات الملكية الجوية. كما شارك وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، والسيدة إيمي كوترونا، القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالمغرب، في تأكيد على الأهمية المشتركة لهذا التعاون.
1- تعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الملكية
يأتي اقتناء ست مروحيات أباتشي الهجومية التي تُعد من بين المقاتلات الأكثر تطورا في العالم بفضل دقة ضرباتها وتقنياتها الجوية المتقدمة وقدرتها على التكيف مع ساحات المعارك، في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى تحديث القوات المسلحة الملكية، ستساهم هذه المروحيات القاتلة، التي تعتمدها جيوش النخبة عالميا، في تعزيز الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة الملكية، وتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدولية بفعالية أكبر، مستفيدة من التفوق التكنولوجي الذي توفره هذه المنظومة الدفاعية.
2- شراكة استراتيجية تاريخية متجذرة
لا تجسد هذه الصفقة التقدم الكبير في التعاون العسكري المغربي-الأمريكي فحسب، بل تؤكد أيضا متانة التحالف الاستراتيجي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، الذي يرتكز على مصالح مشتركة في مجالات مكافحة الإرهاب، وحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي، وتطوير الصناعات الدفاعية، فالتعاون في نقل التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، مثل صفقة الأباتشي، يعزز مكانة المملكة كشريك رئيسي في تعزيز الأمن بمنطقتي إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وفقا لتوجيهات جلالة الملك حفظه الله، وفي الجانب الآخر يمثل هذا التعاون التزاما مشتركا بالسلم والأمن، فالمملكة المغربية تعد شريكا استراتيجيا في بناء المقاربة الاستباقية التي تضمن الأمن والأمان للجميع… فقد سبق لمسؤولين عسكريين وامنيين ان أبرزوا أن هذه الشراكات تسهم في نقل الخبرات التكنولوجية وتطوير الصناعة الدفاعية الوطنية، تماشيا مع رؤية جلالة الملك لتعزيز السيادة في هذا المجال الحيوي.
تفتح هذه الصفقة الباب أمام تعزيز التعاون العسكري والصناعي بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الامريكية، عبر برامج تدريب مشتركة، وتبادل الخبرات الاستخباراتية (المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني)، وتوطين تقنيات دفاعية متطورة، كما تبرز حرص المملكة الشريفة على بناء شراكات دولية متوازنة تحقق المنفعة المتبادلة، وتدعم أهدافها في ترسيخ موقعها كقوة إقليمية فاعلة وقادرة على تأمين محيطها الجيواستراتيجي.
تجدر الإشارة إلى أنه في ظل التحولات المتسارعة للمشهد الأمني العالمي، يظل الاستثمار في تحديث القوات المسلحة الملكية، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، خيارا استراتيجيا لمواكبة التحديات وضمان الحفاظ على أمن الوطن والمنطقة بشكل عام.