انعقدت القمة العربية غير العادية، اليوم الثلاثاء في القاهرة، حيث تم اعتماد الخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية، بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية، بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، باعتبارها خطة عربية شاملة، كما أكدت القمة على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم المالي والمادي والسياسي لضمان تنفيذها.
وفي بيانها الختامي، دعت القمة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى تقديم الدعم العاجل للخطة، مشددة على أن هذه الجهود يجب أن تترافق مع إطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل دائم وعادل، يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة والعيش بسلام وأمان.
كما رحبت القمة بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت ممكن، لدعم جهود التعافي وإعادة إعمار غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة. ودعت القمة المجتمع الدولي إلى المشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر من أجل تسريع إعادة تأهيل القطاع، وإنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من الدول المانحة ومؤسسات التمويل، لضمان تنفيذ مشروعات إعادة الإعمار.
الأولوية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
شدد البيان الختامي على “الأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، مع التأكيد على ضرورة التزام كافة الأطراف، لا سيما الجانب الإسرائيلي، بتعهداتهم في هذا الشأن”.
كما رحبت القمة بالقرار الفلسطيني المتعلق بتشكيل لجنة إدارة غزة، تحت إشراف الحكومة الفلسطينية، والتي تضم كفاءات من أبناء القطاع لفترة انتقالية، بالتوازي مع تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من استعادة دورها في غزة.
وفي هذا السياق، دعت القمة مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مع التأكيد على أن هذه الخطوة يجب أن تتم في إطار تعزيز الأفق السياسي لتحقيق الدولة الفلسطينية.
دعم الجهود الدولية لحل الدولتين
أكدت القمة العربية دعمها للجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، لا سيما تلك التي يقودها التحالف الدولي برئاسة المملكة العربية السعودية، باعتبارها رئيسة اللجنة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والنرويج. كما أكدت القمة مشاركتها الفاعلة في المؤتمر الدولي المزمع عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في يونيو 2025، والذي يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.
التأكيد على دور “الأونروا” ورفض تهجير الفلسطينيين
شدد البيان الختامي على أهمية الدور المحوري لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة استمرارها في أداء ولايتها بموجب قرارات الأمم المتحدة، لا سيما في مناطق عملياتها الخمس، وبالأخص في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
كما جددت القمة التأكيد على أن تحقيق السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية، مشددة على ضرورة تلبية جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وفي السياق ذاته، شددت القمة على ضرورة تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والعمل على إنهاء كافة النزاعات في الشرق الأوسط.
إدانة وقف المساعدات الإنسانية ورفض التهجير القسري
جددت القمة العربية رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، سواء داخل أراضيه أو خارجها، تحت أي ظرف أو مبرر، مؤكدة أن هذا الأمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال.
كما أدانت القمة القرار الإسرائيلي الأخير القاضي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.