نجحت الدبلوماسية المغربية، في تحقيق إنجازات كبرى، أبرزها ترسيخ مغربية الصحراء على الساحة الدولية من خلال اعتراف دول كبرى، مثل الولايات المتحدة، وافتتاح قنصليات أجنبية في العيون والداخلة.
وبتدبير محكم من وزير الخارجية ناصر بوريطة، وبقيادة جلالة الملك محمد السادس، جعلت هذه النجاحات المغرب قوة إقليمية مؤثرة، خاصة مع توطيد علاقاته مع القوى الكبرى وتعزيز دوره في القارة الإفريقية.
ونذكر أن المغرب سجل نجاحات دبلوماسية بارزة، في ملف الصحراء المغربية، أهمها اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وافتتاح العديد من القنصليات الأجنبية في العيون والداخلة، إلى جانب التحول الإيجابي في مواقف دول أوروبية كبرى مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا.
وجدير بالذكر، عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017 التي شكلت نقطة تحول في توسيع نفوذه داخل القارة، حيث عزز علاقاته الاقتصادية والسياسية مع العديد من الدول الإفريقية، وأطلق مشاريع تنموية كبرى مثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا.
وعلى المستوى الدولي، نجح المغرب في تعزيز تحالفاته مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وفي مقابل ذلك تعثرت الدبلوماسية الجزائرية وتراجع نفوذها الخارجي، بعد أن واجهت عزلة متزايدة نتيجة سياساتها الخارجية المتخبطة، وفقدت الجزائر تأثيرها التقليدي في إفريقيا، نتيجة ضعف سياستها الخارجية وانشغالها بأزماتها الداخلية، مما جعلها خارج المعادلات الاقتصادية والسياسية الكبرى.
كما واجهت الجزائر توترات دبلوماسية وتراجعا في علاقاتها الخارجية بسبب سعيها المستمر في إنقاص وزن المغرب والسعي وراء التخريب فيه.
ولا يمكن إنكار أنه رغم هذه المكاسب، لا يخلو المسار الدبلوماسي المغربي من التحديات، حيث برزت بعض العثرات، مثل فشل المرشحة المغربية لطيفة أخرباش في الظفر بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أمام المرشحة الجزائرية.
وعلما أن الخسارة في مثل هذه الاستحقاقات لا تعني فشلا، بل إنها تمثل فرصة لإعادة التقييم وتصحيح المسار، ويجب تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية في اختيار المرشحين المغاربة، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لتعزيز نفوذ المملكة داخل المنظمات الإفريقية، فالنجاح في الساحة الدولية لا يعتمد فقط على قوة الملفات، بل أيضا على الديناميكيات السياسية والتحالفات الاستراتيجية.
وفي المجمل، تبقى الدبلوماسية المغربية نموذجا للتحرك المتوازن والفعال، قادرة على تجاوز التحديات وتحويلها إلى فرص، فكما نجحت في تحقيق مكاسب استراتيجية خلال السنوات الماضية، فإنها مؤهلة لتعزيز حضورها أكثر في المستقبل، معتمدة على الحنكة الملكية والتخطيط الدبلوماسي المحكم.