بعد التصريحات المثيرة للجدل لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري، حول الثروة السمكية وغلاء أسعارها بسبب الجفاف بحيث ، معتبرا أن انعدام هطول الأمطار يؤدي إلى هروب الأسماك. وأضاف أن هطول الأمطار يعد مفيدا للبيئة البحرية والثروة السمكية.
وألقى الوزير تصريحه خلال رد الوزير على أسئلة مرتبطة بغلاء أسعار الأسماك واللحوم والدواجن، في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، يوم الاثنين الماضي.
فهل للجفاف علاقة بغلاء الأسعار :
يعد قطاع الصيد البحري، أحد أكثر القطاعات تأثراً بالتغيرات المناخية، سواء بارتفاع درجات الحرارة عن الدرجات العادية، وكذلك خلال الانخفاض الشديد في البرودة التى تصل للصقيع والثلوج، وأيضا خلال تذبذب هطول الأمطار وتغيير أماكن سقوطها
بحيث يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى زيادة امتصاصه في مياه المحيطات والبحار، مما يزيد من حموضة المياه ويؤثر سلباً على نمو الأسماك وتكاثرها وحياتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة معدل تبخر المياه في البحر الأطلسي والمتوسط، مما يرفع من نسبة الملوحة فيها. ارتفاع الملوحة يؤثر على هجرة حضيرة الأسماك البورية من البحر إلى مناطق التقاء المياه العذبة، مما ينعكس سلباً على المخزون السمكي في هذه البحار.
تؤدي تغيرات المناخ إلى تغيير أنماط توزيع الأنواع السمكية في المياه العذبة والمالحة، حيث تتجه الأسماك نحو المناطق القطبية مع ارتفاع درجات حرارة المياه. كما يؤثر تغير المناخ على الموسمية الحيوية للعمليات البيولوجية، مما يسبب تغييرات في سلاسل غذاء الأسماك، سواء في المياه العذبة أو المالحة، وينعكس ذلك سلباً على إنتاج الأسماك، خاصة في المناطق القطبية الباردة. ارتفاع درجة حرارة الجو يؤدي إلى زيادة حرارة المياه في أحواض المزارع السمكية بسرعة، خاصة في الأحواض الضحلة التي لا تحتوي على نظام طبقات حرارية، مما يقلل من مستويات الأكسجين الذائب ويحد من إمكانية زيادة كثافة الأسماك، مسبباً انخفاضاً في الإنتاجية.
كما يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى تنشيط الميكروبات المحبة للحرارة، مما يزيد من خطر الأمراض وانتشار الطحالب الضارة. زيادة التبخر تقلل من مستويات الأكسجين الذائب، مما يؤثر على أوقات التكاثر، ويزيد من استهلاك الغذاء، وتراكم المخلفات العضوية. تتأثر الزريعة بشكل خاص نتيجة انخفاض الأكسجين، مما يؤدي إلى إجهاد حراري.
وتعتبر العائلة البورية، مثل “البوري والطبار”، من أكثر الأنواع تأثراً بارتفاع درجات الحرارة، بينما يعيش سمك البلطي، الأكثر شيوعاً للاستزراع في مصر، في درجة حرارة تتراوح بين 18 و25 درجة مئوية. عند ارتفاع الحرارة إلى 30 درجة، تضعف الوظائف الحيوية والجهاز المناعي للأسماك، وعند 36 درجة تتوقف هذه الوظائف بالكامل، بينما يؤدي بلوغ الحرارة 40 درجة، مع كثافة سمكية عالية وتلوث، إلى تسارع تدهور حالة الأسماك البيولوجية، مما يؤدي إلى نفوقها.