بعد الضجة الإعلامية التي أثارتها إصابة شابة بحروق خطيرة خلال عرض “نفث النار” في افتتاح فضاء بارك بضواحي مدينة طنجة، تلقى موقعنا اتصالًا من شخص قدّم نفسه كمستخدم داخل الفضاء، سعى من خلاله إلى الرد على ما وصفه بـ”المغالطات” .
المتحدث، الذي تواصل معنا عبر الرقم المنشور على صفحة البارك في إنستغرام، أوضح أن الفتاة المصابة لم تكن موظفة مباشرة لدى الفضاء، بل تم استقدامها من طرف فرقة مستقلة كانت مكلفة بالعروض الفنية خلال حفل الافتتاح، مؤكدًا أن الإدارة لا تتحمل مسؤولية تشغيلها بشكل مباشر.
كما نفى أن تكون الصورة المتداولة للضحية تعود لها فعليًا ( رغم أننا كصحفيين مهنيين تحققنا من الصورة قبل نشرها حيث عاينا حالة الفتاة بنفس الشكل الذي ظهرت به في الصورة التي نشرناها )، وأشار إلى أن إدارة البارك تكفلت بنقلها إلى المستشفى بسيارة خاصة، وتواصلت مع الطبيب المشرف على حالتها، كما ظلت – بحسب قوله – في تواصل يومي مع العائلة واحتفظت بمستلزماتها الشخصية حتى صباح الأربعاء الذي صادف مرور أسبوعين على الواقعة.
وأضاف أن إدارة البارك قامت بزيارات يومية لمقر إقامة الفتاة، وتابعت تطورات وضعها الصحي، مؤكّدًا وجود اتصالات مسجلة تُثبت ذلك، وذهب إلى حد التصريح بأن “الأم ستقوم بتغيير أقوالها لاحقًا”، مطالبًا الموقع بنشر توضيح لما اعتبره “تصحيحًا للوقائع”.
العائلة ترد: لم نتلق أي تواصل إلا بعد انتشار الفيديو
وانطلاقًا من التزامنا بقاعدة “الاستماع للطرفين”، ونظرًا لمحاولة تحويل رواية الإدارة إلى “حقيقة مطلقة”، باشر فريقنا التواصل المباشر مع الضحية وعائلتها عقب الاتصال ، وبعد إعلامنا برد البارك :
العائلة أكدت أن إدارة البارك لم تتواصل معها إطلاقًا إلا بعد مرور ستة أيام على الحادث، أي بعد يومين من نشر الفيديو عبر قناتنا، الذي ساهم في تسليط الضوء على القضية.
ونفت الأسرة بشكل قاطع وجود أي تواصل أو زيارات مباشرة في الأيام الأولى، كما أكدت أنها لم تتلقّ أي دعم نفسي أو اجتماعي خلال الأيام الأولى، في حين أن المساعدة المادية – إن وُجدت – لم تكن كافية لتغطية تكاليف العلاج المرتفعة، خاصة مع الحروق البليغة التي تطال وجه الضحية وتتطلب تدخلات طبية دقيقة لإزالة التشوهات.
التوثيق والمهنية أساس العمل الصحفي
وفي سياق الرد على التشكيك الذي طال صورة الفتاة، يؤكد موقعنا أنه تواصل بشكل مباشر مع الضحية وتحقق شخصيًا من هويتها والصورة المتداولة، ما يجعل أي محاولات للتشكيك في ذلك محاولة لصرف النظر عن جوهر القضية.
هذه المعطيات بين إدارة “البارك” وعائلة الضحية تطرح بجدية سؤال المسؤولية القانونية والأخلاقية في مثل هذه العروض الخطرة، وتُسلّط الضوء على غياب آليات واضحة لضمان السلامة وحماية المؤدين.
يؤكد موقعنا الصجفي المحترم التزامه الثابت بمبادئ الحياد، التوازن، والموضوعية، ويُجدد دعوته للجميع إلى تقديم معطيات موثوقة، مدعومة بالأدلة، بعيدًا عن التراشق الإعلامي أو المزايدات، حفاظًا على كرامة الفتاة ومعاناتها، واحترامًا لأخلاقيات العمل الصحفي.