في تصريح مثير للجدل، عبّر محمد المزابي، أحد منخرطي نادي الوداد الرياضي، عن استيائه العميق من الوضعية الراهنة التي يعيشها الفريق، متهماً المكتب المسير الحالي وعلى رأسه الرئيس هشام آيت منا، بالفشل في تدبير المرحلة وخذلان جماهير النادي العريضة التي كانت تأمل في انطلاقة جديدة بعد سنوات من التسيير تحت قيادة سعيد الناصيري.
المزابي أوضح أن الموسم الحالي لا يمكن وصفه بـ”الاستثنائي”، بل هو امتداد لحالة من التدهور بدأت فعلياً مع نهاية عهد الرئيس السابق، حين وجد النادي نفسه فجأة بلا قيادة بعد اعتقال الناصيري، وهي اللحظة التي شكّلت نقطة تحول حقيقية في مسار الوداد. وأضاف أن “اللجنة المؤقتة برئاسة البرناكي قامت بدورها، لكن الأمل كان معقوداً على مرحلة جديدة تنطلق من لحظة الانتخابات”.
وعود آيت منا… لم تتحقق
واعتبر المزابي أن “آيت منا جاء إلى الوداد على ظهر موجة دعم جماهيري واسع، وتنازل منافسوه عن الترشح إيماناً منهم بقدرته على قيادة الفريق إلى مرحلة تصحيح المسار”، لكنه سرعان ما خيّب الآمال. وقال بصراحة: “هشام آيت منا فشل فشلاً ذريعاً في تسيير الفريق. كنا ننتظر منه أن يتعلم من أخطائه السابقة مع شباب المحمدية، لكنه ارتكب نفس الهفوات وربما أسوأ”.
من وجهة نظر المزابي، أخطر ما قام به المكتب المسير الحالي هو تفكيك ركائز الفريق وإفراغه من عناصره الأساسية، دون تعويض ذلك بمشروع واضح أو تعاقدات مدروسة. “حتى المستشهر الذي يتحدثون عنه اليوم، كان من المفروض أن يتم التعاقد معه منذ بداية الولاية، وليس بعد ضياع موسم كامل”، يضيف المنخرط الغاضب.
تأخر في التعيينات وضعف في الدفاع عن النادي
وتابع المزابي أن تأخر تعيين المدير الرياضي بنهاشم والمدير التقني بنعبيشة، يعتبر انعكاساً لفوضى التسيير داخل النادي، حيث كان من المفروض أن يتم تجهيز الهيكل التقني والإداري منذ أول أسبوع من بداية المرحلة. كما انتقد “ضعف الترافع عن مصالح النادي سواء أمام المؤسسات أو في ملفات التحكيم”، مضيفاً أن “الوداد لم تعد تدافع عن كرامة جماهيرها كما كانت تفعل في السابق”.
مشروع غائب وثقة مهدورة
وحول الجمع العام الذي أتى بآيت منا إلى الرئاسة، قال المزابي: “الرجل لم يأتِ بأي مشروع مكتوب أو خريطة طريق واضحة، اعتمد فقط على ثقة الجماهير فيه وبعض الأرقام والشعارات التي تم تسويقها عبر الإعلام والصفحات. اليوم نتساءل: هل فعلاً كان مطلباً جماهيرياً حقيقياً؟ أم أن الأمر تم الترويج له من جهات معينة؟”
واستطرد: “العيب ليس في الجماهير التي منحت الثقة، بل في غياب تصور حقيقي، وعدم تقديم أي شيء على أرض الواقع”.
هل يبقى آيت منا حتى مونديال الأندية؟
فيما يخص مستقبل آيت منا، أكد المزابي أن القرار بيد المنخرطين، مشدداً على أن “الوداد ليس ملكاً لأحد، بل مؤسسة كبرى تُدار بالديمقراطية”، مشيراً إلى أن البرلمان الودادي (هيئة المنخرطين) هو من سيقرر الأصلح للمرحلة القادمة. وقال: “إذا تبين أن المصلحة تقتضي رحيله، فلا أحد فوق مصلحة الوداد، وإذا تقرر بقاءه، فيجب أن تكون هناك مراجعة جذرية للمسار”.
بلاغ هيئة المنخرطين: قرار ديمقراطي
وحول البلاغ الأخير الصادر عن هيئة منخرطي النادي، أكد المزابي أن “الهيئة تضم كفاءات وأطر من طينة عالية”، وأن البلاغ تمت صياغته من طرف خلية التواصل، وتمت المصادقة عليه بالتصويت، وهو ما يعكس روح العمل الجماعي داخل الهيئة، رغم أن بعض المنخرطين لم يشاركوا لأسبابهم الخاصة، إلا أن كل من يهمه أمر النادي شارك في التفكير والتخطيط لما هو قادم.
محمد المزابي، المنخرط الودادي المعروف، وجّه انتقادات صريحة ومباشرة إلى المكتب الحالي لنادي الوداد، وعلى رأسه هشام آيت منا، محملاً إياه مسؤولية التراجع الذي شهده الفريق هذا الموسم، ومؤكداً أن الآمال التي عُلقت عليه لم تُترجم إلى واقع. ومع اقتراب الاستحقاقات الكبرى، تبقى الأنظار متجهة نحو هيئة المنخرطين لتقرير مصير القيادة المقبلة لنادٍ اعتاد على منصات التتويج.