أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن يوم الإثنين 14 أبريل 2025، أن السنة الجارية تشكل لحظة حاسمة وفرصة حقيقية لإطلاق خريطة طريق جديدة نحو حل سياسي نهائي لقضية الصحراء، في ظل انخراط متزايد لبعض القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وأبرز دي ميستورا أن الإدارة الأمريكية عبّرت صراحة عن التزامها بدعم “مبادرة الحكم الذاتي الجاد” التي تقدم بها المغرب، واعتبرتها الأساس الواقعي والجاد الوحيد للتوصل إلى حل دائم ومقبول لهذا النزاع الإقليمي. وشدد على أن واشنطن ستعمل بنشاط من أجل تسهيل التوصل إلى اتفاق مبني على هذه المبادرة.
كما أشار المبعوث الأممي إلى أن *الجهود السياسية يجب أن تنبني على حلول واقعية وقابلة للتطبيق، تُراعي التوازنات الإقليمية*، وهو ما يجعل المقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية يتصدر الطروحات ذات المصداقية، باعتراف عدد متزايد من الدول المؤثرة.
وفي المقابل، حذر دي ميستورا من استمرار الجمود الدبلوماسي بين الجزائر والمغرب، واعتبر أن فتح قنوات الحوار بين البلدين يمثل عنصراً ضرورياً لضمان استقرار المنطقة، وتقوية فرص نجاح المسار الأممي.
وأضاف أن مشاركة النساء الصحراويات، وخاصة من الأجيال الشابة، في العملية السياسية أمر بالغ الأهمية، مشيراً إلى رغبة قوية لدى العديد منهن في تحقيق مستقبل آمن ومزدهر داخل وطنهن.
وختم دي ميستورا إحاطته بالتأكيد على التزامه بمواصلة جهوده، بتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل تيسير حل سياسي متوافق عليه، في أفق جلسة مجلس الأمن المرتقبة في أكتوبر المقبل، والتي قد تشكل منعطفاً حاسماً في هذا الملف الممتد منذ خمسين عاماً.