يعتبر السيد الحبيب ندير واحدًا من الشخصيات البارزة في مجال الإدارة المغربية، الذي أسهم بشكل فاعل في تطوير العديد من القطاعات الهامة داخل المملكة. تولى العديد من المناصب الإدارية العليا قبل أن يُعيَّن عاملاً على إقليم سيدي قاسم، حيث أصبح أحد الوجوه المعروفة في مجال الإصلاح الإداري وتطوير السياسات العامة. فما هو مسار الحبيب ندير؟ وما هي أبرز محطاته المهنية؟
نشأته وتعليمه وُلد الحبيب ندير في 15 يوليوز 1965 بمدينة خريبكة، حيث نشأ في بيئة تعليمية محفزة ساعدته على التفوق الأكاديمي. حصل على شهادة الدكتوراه من المعهد الوطني للبوليتكنيك في مدينة كرونوبل الفرنسية سنة 1994، وهو ما مكنه من تأهيل نفسه في المجال الهندسي، ليصبح من خريجي أبرز المؤسسات العلمية العالمية. كما حصل على دبلوم “الـ génie-conseil” من مدرسة البوليتكنيك بباريس سنة 2003، ليكون بذلك قد أرسى أسسًا علمية قوية ساعدته في مسيرته المهنية.
البداية المهنية والتألق في الإدارة المغربية
بدأ الحبيب ندير مساره المهني في سنة 1995 حين انضم إلى وزارة التجهيز كمدقق داخلي ومستشار في التدبير، حيث بدأ في اكتساب الخبرة الواسعة في شؤون الإدارة الحكومية. إلا أن سرعان ما أثبت كفاءته ليتولى بعدها مهام أكثر أهمية، فتم تعيينه رئيسًا للوحدة المركزية للتواصل بكتابة الدولة المكلفة بالماء في 2002، مما كان بداية تألقه في مجال الإدارة العامة.
في عام 2005، تولى الحبيب ندير منصب مدير الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وهو دور أساسي في تنمية الموارد البشرية وتعليم الفئات المجتمعية التي تحتاج إلى دعم. في هذا المنصب، قدم العديد من الإصلاحات التي ساهمت في محاربة الأمية في المغرب، وكان له تأثير إيجابي على فئات واسعة من المجتمع.
جوائز وتكريمات دولية من بين المحطات المميزة في مسار السيد الحبيب ندير، هو حصوله في عام 2012 على جائزة “Confucius” لمحو الأمية، والتي مُنحت له من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). هذه الجائزة تكريمًا لإسهاماته البارزة في مجال محو الأمية، حيث أظهر التزامًا مستمرًا تجاه قضايا التعليم وتمكين الأفراد من تطوير مهاراتهم الحياتية.
الكاتب العام للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة
في سنة 2014، تم تعيين السيد الحبيب ندير ككاتب عام للوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. وفي هذا المنصب، عمل على تعزيز الروابط بين المملكة المغربية والمغاربة في الخارج، موجهًا اهتمامه نحو تحسين أوضاعهم وتحقيق تكامل بين مختلف المكونات الاجتماعية والاقتصادية في الداخل والخارج.
تعيينه عاملاً على إقليم سيدي قاسم
في خطوة تعكس الثقة السامية التي وضعها فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم تعيين السيد الحبيب ندير عاملاً على إقليم سيدي قاسم في 7 فبراير 2019. هذا المنصب كان بمثابة تجسيد لمسيرة الحبيب ندير، الذي يعرف بتفانيه في خدمة المصلحة العامة، حيث من المتوقع أن يسهم بشكل كبير في تطوير الإقليم من خلال مشاريع إنمائية محورية، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
رؤية وإدارة فعّالة في سيدي قاسم
عند توليه منصب عاملاً على إقليم سيدي قاسم، عمل السيد الحبيب ندير على تبني رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستدامة الاقتصادية، وتوفير الفرص للشباب المحلي. بالإضافة إلى ذلك، عمل على تعزيز حكامة جيدة، حيث كان يدرك تمامًا أهمية إشراك المجتمع المحلي في عملية اتخاذ القرارات، مما يساهم في تسريع نمو الإقليم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
يعتبر الحبيب ندير مثالاً على المثابرة والإخلاص في العمل الإداري. من خلال تدرجه في المناصب، التي شملت مسؤوليات وطنية ودولية، أثبت كفاءته واهتمامه الكبير بقضايا التنمية والتعليم، فضلاً عن تأكيده على ضرورة تعزيز الحكامة الجيدة في الإدارة المحلية. مساره المهني هو شهادة على التزامه العميق بتحقيق التنمية المستدامة وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في جميع المناصب التي شغلها.