أصبحت الهواتف الذكية رفيقنا الدائم، حتى في لحظات استعدادنا للنوم. لكن دراسة نرويجية حديثة كشفت النقاب عن مخاطر صحية جسيمة تتربص بنا جراء هذه العادة التي يمارسها الملايين حول العالم دون إدراك لعواقبها.
وتؤكد الأبحاث أن تعرضنا للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يعيث فساداً في نظامنا البيولوجي. فخلال ساعة واحدة فقط من التحديق في الشاشة، يبدأ إنتاج الميلاتونين – الهرمون المسؤول عن تنظيم دورات النوم – في التباطؤ بشكل ملحوظ.
وهذه التغيرات الكيميائية الدقيقة تترجم على أرض الواقع إلى معاناة حقيقية: ليلة مضطربة، نوم متقطع، واستيقاظ مع شعور بالإرهاق رغم قضاء ساعات كافية في السرير.
اللافت في الدراسة التي شملت أكثر من 45 ألف شاب أن نوع النشاط الذي نمارسه على الهاتف لا يغير من حقيقة تأثيره السلبي. سواء كنا نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، نشاهد مقاطع الفيديو، نلعب الألعاب الإلكترونية، أو حتى نقرأ كتاباً إلكترونياً، فالنتيجة واحدة: اضطراب في النوم ونقص في ساعاته.
ولا تتوقف المخاطر عند حد الأرق أو قلة النوم. فبحسب أطباء الأعصاب، يؤدي الحرمان المزمن من النوم الجيد إلى سلسلة من المشاكل الصحية التي تبدأ بالاكتئاب وتنتهي بأمراض القلب الخطيرة. كما يرتبط نقص النوم بزيادة الوزن، إذ يعطل التوازن الهرموني المسؤول عن تنظيم الشهية.
في مواجهة هذه الحقائق المقلقة، يوصي المختصون بضرورة إعادة النظر في عاداتنا المسائية. قد يكون من الصعب التخلي عن الهاتف قبل النوم تماماً، لكن يمكن على الأقل تقليل ضرره عبر استخدام الفلاتر الزرقاء، تخفيف سطوع الشاشة، أو تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة قبل موعد النوم. ففي النهاية، لا يوجد تطبيق أو رسالة تستحق التضحية بصحتنا ونومنا الهادئ.