تجسيدا للروح الوطنية العالية وتفاعلا مع التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، تشهد مدينة الرباط اليوم الأحد 6 أبريل الجاري، مسيرة وطنية حاشدة دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.
وجمعت المسيرة الآلاف من المواطنين، رفضا للجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مما جعل العديد من أبناء الشعب المغربي يتوافدون على العاصمة للتعبير عن رفضهم لهذه الانتهاكات الجسيمة على غرار عدد من المدن الأخرى.
منذ أكثر من شهر، يعاني سكان غزة من المجزرة الرهيبة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، حيث تملصت السلطات الصهيونية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وهذا الوضع الكارثي أدخل غزة في دائرة من الموت اليومي، حيث يواجه السكان التقتيل والتجويع والتعطيش في ظل انقطاع الكهرباء والتهديدات المستمرة من قبل الاحتلال.
كما ان هذه الممارسات القمعية دفعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين إلى تنظيم هذه المسيرة، التي تُظهر تضامن الشعب المغربي مع الفلسطينيين في محنتهم المستمرة.
وعلى صعيد آخر، تؤكد المسيرة رفضها لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في الضفة الغربية. وعمليات هدم الأحياء السكنية وتجريف الأراضي، بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، باتت جزءا من مشهد مأساوي يعيشه الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم.
وهذا المشهد لا يمكن أن يمر دون أن يثير مشاعر الغضب والرفض لدى الشعب المغربي الذي لم يتوانَ عن الوقوف بجانب حقوق الفلسطينيين.
كما كانت المسيرة بمثابة رفض واضح للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث جدد المشاركون مطالبهم بإسقاط التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يعتبره المغاربة جريمة ضد القيم الوطنية والعربية والإسلامية. وقد رفعت الأعلام الفلسطينية والشعارات المناهضة للتطبيع في أجواء مليئة بالحماس والتمسك بالثوابت الوطنية.
وعرفت المسيرة تجمعا يعكس وحدة الشعب المغربي في قضيته العادلة. مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع المغربي، من شبان وكبار السن، إضافة إلى عدد من النقابات والجمعيات الحقوقية، أظهرت قوة التلاحم بين الشعب والمطالب التي يرفعها. الجميع كان هناك من أجل فلسطين، من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل إيقاف هذا النزيف المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.