صادق مجلس جماعة طنجة، خلال دورته الاستثنائية الماضية على اتفاقية شراكة مع جمعية أصدقاء الحيوانات والبيئة، تُخصص بموجبها الجماعة دعماً سنوياً بقيمة 50 مليون سنتيم لتنفيذ برنامج ميداني لمعالجة ظاهرة الكلاب والقطط الضالة التي باتت منتشرة بشكل مقلق في مختلف أحياء المدينة.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعقيم وتلقيح الحيوانات الضالة، والحد من تكاثرها وانتشارها، عبر تدخلات ميدانية تقوم بها الجمعية، بتنسيق مع المصالح البيطرية، وتشمل جمع الكلاب من الشوارع، تقديم الرعاية البيطرية، تنظيم حملات تحسيسية، وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة عن الحالة الوبائية والانتشار الجغرافي لهذه الحيوانات.
وبعد أيام من الدورة التي سطرت الخطوة التي تندرج ضمن مقاربة توصف بأنها بيئية وإنسانية، خرج المستشار الجماعي محمد سعيد بوحاجة بمنشور قوي اللهجة نشره على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يشير مباشرة إلى قرار الدعم، لكن بمضامين تحمل انتقادات ضمنية للوضع العام بالمدينة، بما في ذلك ظاهرة الكلاب الضالة.
وجاء في المنشور المعنون بـ”طنجة عروسة الشمال.. ماذا يقع وإلى أين؟”، توصيف دقيق لما وصفه بـ”الواقع المر”، مشيراً إلى تفشي السرقات والاعتداءات، وجرائم القتل، والفوضى في المستشفيات، وانتشار المخدرات، والبطالة، وتدهور البنية التحتية، وغياب الإنارة عن عدة أحياء، إضافة إلى “مجموعات الكلاب الضالة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على المواطنين”.
وتفاعل عدد من المتابعين مع منشور بوحاجة واعتبروه إشارة ضمنية إلى انتقاد تخصيص الدعم المالي في وقتٍ لا تزال فيه المدينة تغرق بالكلاب، معتبرين أن الأجدر هو إيجاد حلول فعالة وملموسة تنقذ طنجة من هذا الوضع المتفاقم.
وأكدت آراء أخرى أن الإشكال الحقيقي لا يكمن في اختيار معالجة ملف الكلاب الضالة، بل في طريقة التفعيل، وضعف الآليات، وبطء التنفيذ، مما يحول دون تحقيق نتائج واقعية رغم مرور سنوات على انطلاق برامج مشابهة.
واعتبر عدد من المتابعين أن الساكنة أصبحت تنتظر سرعة في التنزيل وشفافية في التدبير، لا مجرد رصد ميزانيات دون أثر واضح على الأرض.