في قلب إقليم بركان، حيث تلتقي الطموحات بالرقمنة والتكنولوجيا، تُكتب قصص نجاح ملهمة بجهود شبابية واعدة تقودها ثلاث هيئات ناشطة ضمن النسيج المدني المحلي تحت مظلة مبادرة “إبداعات شبابية”، هذه المبادرة، التي تجمع بين الإبداع والابتكار، أصبحت منارةً لتكوين الشباب في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، عبر أنشطة تفاعلية وورشات متخصصة تلامس متطلبات العصر الرقمي باحترافية وإتقان.

جمعية سار للبحث والإنقاذ الذكي… التكنولوجيا في خدمة الأفراد والمؤسسات
بتفكير ملهم من الشاب الطموح محمد العماري، تبرز جمعية تطبيق “سار” الذكي كهيئة رائدة في توظيف الذكاء الاصطناعي لحلول إنقاذ ذكية مبتكرة، من خلال ورشات تدريبية مكثفة، تُعَلِّم الجمعية الشباب كيفية تصميم أنظمة ذكية قادرة على تحليل البيانات والاستجابة للطوارئ بكفاءة عالية، حيث سبق للعماري أم صرح في محطة سابقة أن هدف الهيئة المذكورة هو تمكين الشباب بأدوات تكنولوجية تجعلهم فاعلين في مجالات الرصد والإنقاذ… ولم تتوقف إنجازات فريق العمل عند التكوين، بل امتدت إلى تنظيم مسابقات محلية لتصميم تطبيقات ذكية، ما عزز روح المنافسة الإيجابية والإبداع لدى الشباب البركاني.

جمعية بوزيتيف… صناعة المحتوى الرقمي بوعي وإبداع
بإشراف مسؤول من الإطار الشاب فتح برحيل، تحوّلت جمعية “بوزيتيف” إلى ورشة مفتوحة لصنّاع المحتوى الرقمي الواعي، من خلال تنظيم دورات في إنشاء المحتوى الإبداعي، مع التركيز على الجوانب الأخلاقية والقانونية للأنشطة الرقمية… وتُعَدُّ المسابقات التي أطلقتها بوزيتيف، فرصةً للشباب البركاني لعرض مهاراتهم في بيئة تحترم قيم المجتمع المحلي، وفي اتصال مع الصديق فتح قبل أيام اكد لي أن فريق العمل يراهن على محتوى رقمي يرفع الوعي ولا يخدش القيم، وهذا ما تغرسه المبادرة في متدربينا، حسب حديث برحيل…

جمعية السبل الرقمية… جسر مدني نحو المستقبل السمعي البصري
بعمل دؤوب من الإطار الشاب يونس البدراوي، تتخصص جمعية “السبل الرقمية” في تطوير المهارات السمعية البصرية وتقنيات الويب الحديثة، من خلال ورشات في التصوير والمونتاج وتصميم المواقع، تُؤَهِّل الجمعية الشباب لسوق العمل بمنهجية عملية، كما تُنظِّم ندوات حول “ضوابط الأنشطة الرقمية” بشراكة مع الباحثين والخبراء، لضمان استخدام مسؤول للتكنولوجيا، فقد سبق للبدراوي أن أكد لي شخصيا أن الرقمنة بالنسبة للهيئة المذكورة ليست ترفاً، بل ضرورة لبناء اقتصاد معرفي…

مبادرة إبداعات شبابية… شراكة تخلق التميز
ما يجعل هذه المبادرة استثنائية في دورتها الثانية، هو التعاون الوثيق بين النسيج المدني الثلاثي، حيث تُكَمِّل أدوارها لتحقيق هدف مشترك ينبني على خلق جيل رقمي قادر على قيادة التحول التكنولوجي في المدينة والإقليم. عبر مسابقات مشتركة، وهاكاثونات البرمجة، وأيام دراسية حول أخلاقيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي حتى أصبحت المبادرة نقطة تجمع للمهتمين بالابتكار من مختلف الأعمار….

جهود جمعيات “السبل الرقمية” و”بوزيتيف” و”سار للبحث والإنقاذ الذكي” ليست مجرد أنشطة تقنية، بل هي استثمار في الرأسمال البشري ودعم الأجيال الصاعدة… كل ورشة، كل مسابقة، وكل تدريب هو لبنة في صرح وطني رقمي متين، فأدعو كل شباب الإقليم إلى الانضمام لهذه الرحلة، وكل الداعمين والجهات المانحة إلى تبني هذه المبادرات الواعدة، فكما قال القادة الثلاثة: “الشباب البركاني قادر على صناعة المعجزات… فقط أعطوه الفرصة والأدوات”…

شاركها.
اترك تعليقاً