في ظل التحديات الأمنية المعاصرة، تبرز الحاجة الملحّة للدول التي تمتلك كفاءات تكنولوجية عالية إلى اعتماد أنظمة حماية حدودية ذكية، تعتمد على دمج الابتكارات التكنولوجية مع البُنى التحتية الاستراتيجية، وأطرح هنا مفهوم “النخل الاصطناعي الذكي” كحلٍّ ثوري يجمع بين الهندسة المعمارية المتقدمة وتقنيات الرصد والمراقبة الآنية، ليكون بمثابة منصة متكاملة للدفاع الحدودي تعمل بنظام هجين قادر على إدارة التهديدات بفاعلية ودقة عالية… أليس بمقدور الدول التي تمتلك خزانا من الكفاءات المعلوماتية أن تعتمد نظام حماية متطور لترسيم حدودها مع الدول التي قد تشكل تهديدا لاستقرارها وسيادتها الترابية، فكيف لا تعتمد هذه الدول (على المدى القريب) على استغلال النخل الاصطناعي الذكي وتحويله لمنصة تستند على نظام او مجموع أنظمة مرنة وقادرة على الرصد والتتبع الآني لمجموع العمليات التي قد تشكل موضوع تهديد للأمن والنظام العام، فإلى جانب التوفر على حلول تقنية متقدمة لحماية الدول من التهديدات والمخاطر والمناورات، على سبيل المثال لا الحصر، الردارات بعيدة المدى أو استخدام طائرات درون مجهزة بكاميرات حرارية وأجهزة استشعار ليلية او أرضية مثبتة على الشريط الحدودي (المناطق الاستراتيجية) والتي تكشف الاهتزازات أو الحركات غير الطبيعية, تكنولوجيا الاستشعار التي تشكل دعامة للأنظمة الكهروضوئية والحرارية وكذا نظام تعقب التهديدات وتحليل المخاطر وغيرها من الحلول التي تم استحداثها وادراجها ضمن الابتكارات التكنولوجية العالمية الموجهة لإدارات الدفاع الوطني ومراقبة التراب الوطني وحماية المنشآت الحيوية والعسكرية، فالدول التي تسعى وراء تخطيط حضري ذكي عليها ان تضع في الاعتبار أن فكرة توظيف النخل الاصطناعي في ترسيم الحدود وحمايتها قد يمثل قرارا ثم حلا ذكيا يجمع بين الهندسة المعمارية والتكنولوجيا المتطورة بحيث ان هذا النخل سيتحول الى نظام معلوماتي يضمن القيادة الاوتوماتيكية للدرون دون تدخل بشري، كما يتعامل بنظام الاشارات والاشعارات في تنفيذ اي هجوم او عملية تشويش على اتصالات قد يكون الهدف منها تحقيق اعتداء باستخدام أسلحة تستدعي التدخل لتعطيلها وتغيير مسارها والتلاعب بنظام التحكم فيها… النخل الاصطناعي قد يكون أيضا تلك الوسيلة التي تتجاوز سقف الابتكار خصوصا اذا نجحت في دمج تكنولوجيا الردع مع التمويه الطبيعي وهذا يجعل منه سلاحا ثابتا في مكانه لكن نظامه الداخلي يخفي أسرارا كثيرة خصوصا حينما يصبح الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات جزء من نجاح مهمته في الرصد والمراقبة والاستشعار وتعطيل جميع الأنظمة الهجومية على الحدود الوطنية…