وزير المواطنة الفرنسي: ترحيل المهاجرين غير النظاميين أولوية للحكومة
فِي زَمَنِ الجَدلِ القَائِمِ فِي فرنسا، حَوْلَ مَقْتَلِ طالِبَةٍ عَلى يَدِ مُهَاجِرٍ يَحْمِلُ الجِنْسِيَّةَ المغربية، طَلَعَ العِيسَى عثمان نصرو، كاتب الدولة فِي الحُكُومة الفرنسية الجَدِيدة، المُكَلَّف بِالمُواطَنَةِ وَمُحَارَبَةِ التَّمْيِيز، لِيُؤَكِّدَ أَنَّ إِعَادَةَ المُهَاجِرِينَ غَيْرِ النّظامِيِّينَ هِيَ قناعةٌ لَدَى حُكُومَةِ ميشيل بارنيي، مَشْدِدًا عَلَى أَنَّ فرنسا “لَيسَت دَوْلَةً عُنصُرِيَّةً”.
فِي حِوَارٍ مُشْتَرَكٍ مَع قَنَاة Cnews وَإِذاعَة Europe 1، أَثْنَى نصرو عَلَى نَمَطِ الجُمهُورِيَّةِ الفرنسية فِي تَعامُلِهَا مَعَ المُهَاجِرِينَ، مُعَرِّفًا نَفْسَهُ كَمِثالٍ باعتباره مَزْدادًا خَارِجَ فرنسا وَأَصْبَحَ الآن “فِي خِدمَةِ الجُمُهُورِيَّةِ”، مُشيرًا إِلَى أَنَّهَا “لَيسَت دَوْلَةً عُنصُرِيَّةً”، مَعَ إِذَاكَ هَذَا لا يُعْني أَنَّهَا خَالِيَةٌ مِنَ التَّمْيِيزِ، وَهَذَا يَدْخُلُ فِي جَوْهَرِ مَهَمَّتِهِ الحُكُومِيَّةِ.
قَالَ نصرو، المَزْدادُ بِمَدِينَةِ الدَّارِ البيضاء: “فرنسا ليست دولة عنصرية، وهذا لا يعني أنه لا توجد تمييزات تجب محاربتها، هذا يعني أيضًا أنه لا يزال هناك طريق للتقدم لكي يتمكن كل شخص من العيش وفق مبادئ الجمهورية”، مُضِيفًا: “يجب أن نكافح بشكل أقوى مظاهر التمييز التي قد تستهدف الناس بسبب دينهم أو أصلهم أو لون بشرتهم أو توجههم الجنسي أو إعاقتهم، وستكون هذه مهمتي”.
أَبَانَ نصرو عَنْ سِيَاسَةٍ ذَاتِ وَجْهَيْنِ بِنِسْبَةٍ لِقَضَايَا الهجرة، سَتَنْهَجُهَا حُكُومَةُ بارنيي، مُورِدًا أَنَّهُ يَجِبُ التَّحَكُّمُ فِي تَدَفُّقَاتِ الهِجرة، وَاخْتِيَارُ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تَرْغَبُ فرَنسَا فِي “التَّرْحِيبِ بِهِم”، وَأَضَافَ أَنَّ الغَيْرَ قَادِرِينَ عَلَى تَرْحِيلِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ “لا يُوجَدُ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ”، يُؤَدِّي إِلَى “ارْتِفَاعِ مَسْتَوَى عَدَمِ الشُّعُورِ بِالأَمَانِ”.
فِي تَفاعلٍ مَعَ قَضِيَّةِ الطَّالِبَةِ الَّتِي تَبَلَغُ مِنَ العُمْرِ 19 سنة، الَّتِي يُشْتَبَهُ فِي أَنَّهَا قُتِلَتْ عَلَى يَدِ شَابٍّ مغربيٍّ فِي 22، كانَ قَدْ صُدِرَ فِي حَقِّهِ قَرَارٌ بِالتَّرْحِيلِ، اعتَبَرَ نصرو أَنَّ الهِجرة إِلَى فرَنسَا مُرَتَبِطَةٌ بِاحْتِرَامِ نِظامِهَا وَقِيَمِهَا، مُورِدًا أَنَّهُ “بِدُونِ نِظامٍ لَا تُوجَدُ حُرِّيَّةٌ وَلَا أَمَانٌ، وَمَهَمَّتُنا (الحكومة) هِيَ حِمَايَةُ الفرنسِيِّينَ مِنَ العُنْفِ وَانْعِدَامِ الأَمَانِ، كَيْفَمَا كَانَتْ أُصُولُهُمْ وَظُرُوفُهُمْ”.
وقد وضعت جريمة قتل الطالبة “فيليبين”، التي عُثِرَ عَلَى جَثَّتِهَا مَرْمِيَّةً فِي إِحْدى الغَابَات القَرِيبَةِ مِنَ العَاصِمَةِ باريس، غَيْرَ بَعِيدٍ عَنْ جَامِعَةِ “دوفين” الَّتِي كَانَتْ تَدْرُسُ فِيهَا، الحُكُومَةَ الفرنسية الجَدِيدة فِي أَوَّلِ مُوَاجَهَةٍ مَعَ تَحَدِّيَاتِ الهِجْرَةِ، بَعْدَما كَشَفَتِ التَّحْقِيقَاتُ أَنَّ المُشْتَبَهَ فِيهِ مغربيٌّ.
عن الصحيفة