ناس الغيوان: إرث فني أسطوري يلهم الأجيال الجديدة

بعد مرور حوالي نصف قرن على تأسيس فرقة ناس الغيوان، يبقى الإرث الفني لهذه المجموعة الأسطورية مصدر إلهام للشباب وقوة جاذبة للكبار، وخاصة من عاشوا "الفترة الذهبية" لأدائهم.

في حديث مع حسن حبيبي، أستاذ الصحافة والإعلام، تم تسليط الضوء على عدة جوانب تخص نشأة هذه المجموعة، بما في ذلك عوامل نجاحها ومكانتها الاجتماعية وأثرها الثقافي. حيث أشار حبيبي إلى أن شخصيات مثل بوجميع وباطما كانت لها دور أساسي في تشكيل مسيرة ناس الغيوان وتأثيرها العالمي الذي لا يزال يجدّد دعم الفنانين الشباب.

فرقة ناس الغيوان أحدثت ثورة حقيقية في الساحة الفنية المغربية، وذلك بفضل توجه فني مبتكر يجمع بين الأشكال التقليدية والقيم الجماعية. جاءت المجموعة من أصول متواضعة، لكنهم استطاعوا تجاوز العقبات الاجتماعية ووضعوا لمسة جريئة في فنهم، مما جعل موسيقاهم تعبر عن تطلعات المغاربة وتعبّر عن واقعهم.

عُرف عن أعضاء الفرقة شغفهم وإصرارهم، حيث قاموا بإعادة إحياء التراث المغربي عبر استخدام الحكايات الشعبية وكتب التراث. وقد ساهمت جهود عبد العزيز الطاهري بالإضافة إلى عمر السيد وعلال يعلى في إطلاق تجربة فنية فريدة تشمل إيقاعات وأغانٍ تقليدية.

بوجميع، الذي لم يكن مع المجموعة إلا لمدة ثلاث سنوات، ترك بصمة عميقة على ناس الغيوان، حيث تحقق في تلك الفترة روح إبداعية قوية وثقافة نقدية عميقة. كان بمثابة القلب النابض للمجموعة، وظلّ تأثيره مستمرًا حتى بعد وفاته، مما يجعل من الضروري الحديث عن الفترتين: فترة بوجميع وما بعدها.

في النهاية، تبقى ناس الغيوان رمزاً للحداثة والالتزام الفني، وقد أسهموا بشكل كبير في رفع الوعي بمواضيع اجتماعية وسياسية، وهذا هو ما يجعل تأثيرهم خالداً في تاريخ الموسيقى الشعبية في المغرب.

عن مدار21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى