ما كايناش حكومة ولا معارضة فالمغرب

عاشت منطقة الفنيدق في الأيام الأخيرة على وقع تدفق الآلاف من الشباب والمراهقين والقاصرين المغاربة، الذين حاولوا تنظيم اقتحامات جماعية لمدينة سبتة المحتلة. هذه المحاولات أدت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، التي كانت قد استعدت مسبقاً بإنزال أمني كثيف.

بين ليلة السبت وصبيحة الأحد، دارت اشتباكات بين القوات الأمنية والعشرات من الراغبين في اقتحام مدينة سبتة، مما أسفر عن إصابات في صفوف المقتحمين والعناصر الأمنية، دون أن يحدث أي اختراق للسياج الحدودي.

انتقد العديد من الفاعلين السياسيين صمت الحكومة بشأن ما يجري في الفنيدق وضواحيها. هذا الصمت يؤكد ما سبق أن صرح به بعض الأطراف، بأن "الحكومة في واد والشعب في واد آخر". بعض الناس يحملون الأحزاب السياسية، بما فيها المعارضة، مسؤولية هذه الأوضاع.

علق الدكتور عبد الفتاح الزين، منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، بأن ما يحدث في الفنيدق ليس مجرد ظاهرة هجرة، بل هو وضعية اجتماعية ناتجة عن السياسة. وحمل الزين المسؤولية للحكومة وفقدان الثقة في الفاعلين السياسيين، مشدداً على غياب حكومة ومعارضة حقيقية في المغرب.

أضاف الزين بأن الهجرة أصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالسياسة، حيث فقد الشباب المغربي الثقة في الوطن بسبب غياب برامج واضحة لاهتماماته، وتركز الحكومة فقط على التراشق السياسي والوعود غير الملموسة.

وأوضح أن دور الحكومة والأحزاب غائب تماماً، مشيراً إلى أن الأوراش الملكية هي الوحيدة التي تتماشى مع تطلعات الجمهور وتحقق نتائج حقيقية، في حين أن الحكومة لم تستطع إخراج قانون محاربة الفساد من البرلمان.

شدد الزين على أهمية تكاتف جميع الجهات المعنية للخروج من هذه الأزمة، مطالباً بإخراج القوانين الكفيلة بمكافحة الفساد وتحقيق تحرك فعلي من قبل الحكومة والأحزاب، مشيراً إلى أن الملك محمد السادس قدم إشارات واضحة في عدة خطابات، منها "خطاب أين الثروة"، الذي نبه فيه إلى فقدان المواطن الثقة في الفاعل السياسي.

أنبه في هذه السياق إلى أن الملك محمد السادس قد وضع النقاط على الحروف في العديد من خطبه، إلا أن الحكومة والأحزاب لم تتجاوب مع هذه الرسائل، مما أدى إلى الوضع الحالي من محاولات هجرة الآلاف من الشباب والمراهقين المغاربة.

المطلوب هو أن تعيد الحكومة والأحزاب النظر في سياساتها وتستجيب لتطلعات الشعب المغربي في هذه الظروف الحرجة.

عن الصحيفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى