حركية دبلوماسية جديدة بين لندن وواشنطن في ظل التحولات العالمية
يشهد هذا الأسبوع حركية دبلوماسية حقيقية بين لندن وواشنطن، حيث يسعى الحليفان البريطاني والأمريكي إلى تجديد علاقتهما الخاصة في ظل التحديات الاقتصادية والجيواستراتيجية الجديدة.
يبدأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، هذه الجهود من خلال زيارة إلى لندن، تليها زيارة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن. خلال زيارته، سيطلق بلينكن مع نظيره البريطاني، ديفيد لامي، الحوار الاستراتيجي الأنجلو أمريكي، الذي يهدف إلى "إعادة التأكيد على علاقتنا الخاصة"، بحسب ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
جدول أعمال هذا الحوار يتضمن قضايا هامة، أبرزها أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى تطورات الوضع في منطقة المحيطين الهندي والهادي، التي تهدد بتغيير النظام الجيوستراتيجي العالمي بشكل عميق. الأسبوع الماضي، التقى رئيسا جهازي الاستخبارات البريطانية والأمريكية في لندن، حيث حذرا من التهديدات الجديدة، وتطرقوا بشكل خاص إلى صعود الصين والتغيرات التكنولوجية السريعة.
من المقرر أن يلتقي بلينكن، وهو أرفع مسؤول أجنبي يزور إنجلترا منذ فوز حزب العمال، مع ستارمر قبل أن يتوجه الأخير إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وقد يلتقي أيضا مع دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة.
تحليلات المشهد السياسي تشير إلى أن هذه الزيارات تأتي في وقت تسعى فيه لندن وواشنطن إلى تنشيط تحالفهما، بعد التحديات التي واجهتها أثناء فترة الحكومة المحافظة من 2010 إلى 2024. يتضح أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يحافظ على تعاون مرن أكثر مع حزب العمال مقارنة بحزب المحافظين.
في ظل المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، تتجه واشنطن نحو حليفتها البريطانية لمواجهة المحور الصيني الروسي، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في سلاسل التوريد. هذا الأمر كان محور التركيز في الإعلان الأطلسي الذي تم توقيعه بين لندن وواشنطن العام الماضي، حيث يعد أكثر من مجرد شراكة تجارية، بل هو ميثاق يثبت المملكة المتحدة كحليف قوي في الساحة الجيوستراتيجية الأمريكية.
ويشمل الإعلان محاور عديدة تعكس "الثقة المطلقة" بين البلدين، ولا سيما التعاون في مجالات حيوية مثل الدفاع والطاقة النووية. – يتناول الاتفاق، الذي يهدف لمواجهة الصين وروسيا، أيضا الأمن الطاقي وموثوقية سلاسل التوريد، مما يعكس توافق الإدارة الأمريكية الجديدة على ضرورة مراعاة اعتبارات الأمن والسيادة.
في ختام المطاف، تسعى حكومة حزب العمال الجديدة إلى تأكيد مكانة المملكة المتحدة كشريك متساوٍ مع واشنطن في الشؤون الدولية، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها حزب العمال للسياسة الخارجية للمحافظين، والتي اعتبروها تعكس "عقلية إنجلترا الصغيرة"، محذرين من مخاطر تهميش المملكة المتحدة في النقاشات العالمية.
عن مدار21