انطلقت اليوم الأربعاء بالعاصمة الصينية بكين قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، بحضور وفد مغربي مهم يترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي يمثل الملك محمد السادس. ويضم الوفد كذلك وزير الخارجية ناصر بوريطة، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، محسن الجزولي، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال المغاربة.
يعتبر هذا المنتدى فرصة للمغرب، مثل باقي الدول الإفريقية المشاركة، للبحث عن سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين. بكين ترغب في زيادة استثماراتها في إفريقيا، والمغرب أصبح وجهة مفضلة للمستثمرين الصينيين في السنوات الأخيرة.
في هذا السياق، أشار ياسين عليا، أستاذ في العلوم الاقتصادية، إلى أن العلاقات المغربية الصينية شهدت تطورا ملحوظا على مستوى التعاون الاقتصادي، خاصّةً في مجال صناعة السيارات الكهربائية. هناك رغبة مشتركة بين الجانبين لزيادة الاستثمارات الصينية في هذا القطاع.
وقال عليا إن الإجراءات التي اتخذتها أوروبا والولايات المتحدة على الصادرات الصينية من السيارات الكهربائية هي التي دفعت الصين إلى التفكير في الاستثمار في المغرب. هذه الخطوات تهدف لتحسين العلاقة الاقتصادية بين المغرب والصين، خاصةً في إطار اتفاقيات التبادل الحر.
المغرب أيضا يسعى لتأسيس صناعة قوية للسيارات الكهربائية، حيث يتوجه نحو الطاقات النظيفة ويملك احتياطات هامة من المعادن المطلوبة في صناعة البطاريات. ومن الجدير بالذكر أن المغرب يرغب في تنويع الشركاء في هذا المجال، مستقطبا استثمارات غربية من دول مثل فرنسا وألمانيا.
رغم هذه الشراكة الكبيرة مع الصين، فإن المغرب لا يعتزم الاعتماد بشكل كامل على بكين، بل يسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف. هذا ما يفسر عدم توسع الاستثمارات الصينية بشكل أكبر في المملكة مقارنة ببعض الدول الإفريقية الأخرى.
من المتوقع أن تشهد القمة توقيع العديد من اتفاقيات الاستثمار بين الصين ودول إفريقية، بما في ذلك المغرب، مما سيعزز من الاستثمارات الصينية في قطاع السيارات الكهربائية في المملكة. يشارك في الوفد المغربي أيضا شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي من المقرر أن يلتقي بمستثمرين صينيين لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
عن الصحيفة بتصرف